وتحدثت رئيسة مجلس الإدارة  الدكتورة تفيدة الجرباوي عن أهمية هذا اليوم الذي اكتملت به  قواعد بناء المؤسسة بجميع عناصرها عبر تشكيل الجمعية العمومية وتوثيق أخذها للدور التشريعي المنوط بها  في اجتماعها الأول بعد عام من نشأتها، وأشارت إلى أن هذا الاجتماع يأتي في ظل أحلك الظروف الناجمة أصلاً عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الشرسة و حربه الضروس على أهلنا في قطاع غزة، وهو إن دل على شيء، إنما يدل على عمق الصمود والإصرار على بناء المؤسسات والمساهمة في تنشئة أطفالنا على مستوى عالٍ من الجودة لتوفير مستقبل أفضل لهم. وأكدت على أن الأمل معقود على أن تتمكن مؤسسة نُعلِّم لفلسطين، من خلال تدريب المعلمين، على تخريج قيادات تستطيع أن تنتزع استقلال فلسطين وتبني المجتمع الصالح المنشود

بدء الاجتماع بإعلان رئيسة مجلس الإدارة اكتمال النصاب القانوني للجلسة. تلا ذلك استعراض تقرير مجلس الادارة حول  التقدم في سير العمل بما يشمل جميع الأنشطة الادارية و المالية المنفذة خلال عام 2023، والتي تضمنت على وضع مرجعيات اتخاذ القرار بما يشمل الانظمة و القوانين و الاجراءات اللازمة لضمان الحوكمة الرشيدة  ، وتوظيف الكادر المؤهل، وتطوير الخطة الاستراتيجية للثلاث سنوات القادمة 2024 – 2026، وتطوير برنامج تدريبي مكثف للمعلمين بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم. كما تم سماع التقرير المالي للمجلس عن السنة المنتهية ب 31 كانون الأول 2023 .  صادق أعضاء الجمعية على جميع التقارير، وبرّءوا ذمة أعضاء مجلس الإدارة

  و بناء على المعايير الدولية للتقارير المالية (IFRS-9) عرض السيد عمران ناصر  تقرير التدقيق المالي عن السنة المالية 2023 مقراً باحتفاظ المؤسسة بالسجلات المحاسبية حسب القوانين، وتمت المصادقة على البيانات الواردة به مع إعادة تعيين السادة شركة باليستيا للتدقيق كمدقق الحسابات الخارجي للمؤسسة للعام 2024. هذا وأقرت الجمعية العمومية النظام الأساسي والداخلي للمؤسسة. وجرى خلال الاجتماع اختيار مجلس الإدارة للسنتين القادمتين، حيث قام أعضاء الجمعية العمومية بإعادة انتخاب جميع أعضاء مجلس الإدارة التأسيسي  السبعة، بالتزكية

عقد مجلس الإدارة الجديد اجتماعه الأول ووزع المناصب حيث استلمت الدكتورة تفيدة الجرباوي رئاسة المجلس، و تبوأت الدكتورة ليلي فيضي منصب نائب الرئيس، والدكتورة رفاء الرمحي أمين السر، والسيد نخلة القرع أمين الصندوق، والسادة غسان عمايرة ورناد القبج ورانيا معايعة كأعضاء. كما تم اختيار رؤساء اللجان الدائمة و المؤقتة

في لحظة صعبة للغاية وأثناء العمل في سياق معقد ومتقلب، يسعدنا أن نعلن أن"نُعلِّم لفلسطين"انضمت إلى شبكة علِّم لأجل الجميع باعتبارها الشريك الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تتمثل رؤية "نُعلِّم لفلسطين" في حصول جميع الأطفال الفلسطينيين على تعليم شامل وعالي الجودة في بيئة آمنة وحاضنة من شأنها توسيع فرص حياتهم وكسب عيشهم وتمكينهم من النمو ليكونوا قدوة إيجابية في المجتمع الفلسطيني في جميع مناطق تواجده

قد أثر الاحتلال العسكري سلبياً على فرص حصول ملايين الأطفال الفلسطينيين على التعليم. ووفقاً لليونيسيف، فإن 25% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً هم خارج المدرسة، مما يجعلهم عرضة لمخاطر الزواج المبكر، وعمالة الأطفال، والبدائل الاخرى غير الآمنة. أما الأطفال الذين بقوا في المدرسة فلقد عانوا من اضطرابات كبيرة في تعليمهم. وفقاً لصندوق" التعليم لا يمكن أن ينتظر"، "الذهاب إلى المدرسة غير آمن للطلاب، وكثيراً ما تتعرض المدارس للهجوم أو الاحتلال لأغراض عسكرية. بالإضافة إلى ذلك، يحد الفقر والخدمات المقيدة والمحددة من القدرات الأكاديمية، مما يعرض التعليم للخطر".

لمواجهة هذه التحديات، تهدف مؤسسة "نُعلِّم لفلسطين"، ومقرها في رام الله، إلى تعيين مجموعتها الافتتاحية المكونة من 20 معلماً في المدارس المهمشة في الضفة الغربية، على ان تتوسع لاحقاً لتشمل جميع مناطق فلسطين. بالتحديد، سينطلق البرنامج في رام الله وأريحا وضواحي القدس في يناير/كانون الثاني 2024. وتعكف المؤسسة حالياً على اختيار المجموعة الأولى التي ستقوم بتعليم الأطفال في الصفوف من الأول إلى الرابع. وسيقوم الفريق أيضاً بدعم تطوير أربعة عشر مديراً ومشرفاً في المدارس الابتدائية.

قد فرضت حالة الطوارئ المستمرة في فلسطين، على المؤسسة، ان تضع مناحي التدريس الحساسة للصدمات النفسية و الصحة و السلامة العامة في صلب برامجها التدريبية الهادفة إلى تحسين جودة البيئات المادية والتعلمية في المدارس الفلسطينية، مع التركيز بشكل خاص على المؤسسات المهمشة. و سعياً لتحقيق رؤيتها، تطمح مؤسسة "نُعلِّم لفلسطين" إلى تطوير شبكة قوية من الخريجين من المناصرين الذين يواصلون التعلم والعمل مع الآخرين، في سياقهم الخاص وعلى مستوى العالم، لضمان تعليم آمن ومنصف وجيد لكل طفل في فلسطين.

يتعاون فريق "نُعلِّم لفلسطين"، بما في ذلك الرئيس التنفيذي جهاد شجاعية، ورئيسة مجلس الإدارة د. تفيدة الجرباوي، ومجلس الإدارة المؤسس، بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم المحلية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين لتمكينه من العمل بنجاح في ظل هذا السياق المعقد والمضطرب. يأتي جهاد من دير جرير في فلسطين ويتمتع بخلفية قوية في تنفيذ البرامج التعليمية المبتكرة للطلاب والمعلمين في القدس. وكان مؤسساً لمنظمة غير حكومية محلية، المبادرة الفلسطينية لدعم الطلاب (إسناد)، التي تركز على معالجة الفقر من خلال التعليم والتدريب المهني وتدعم تمكين الشباب من خلال العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية. تم تكريم جهاد لعمله وتأثيره في فلسطين والمنطقة على نطاق أوسع، حيث حصل على جائزة أشوكا للابتكار الاجتماعي في عام 2015 وجائزة تكريم للابتكار في التعليم في عام 2013.

(١) تتعلق بنقص عدد المدارس المؤهلة لتعليم الطلبة بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة
(٢) نقص توفر عدد الصفوف الكافية لاستيعاب الطلبة في صفوف نموذجية
(٣) عدم توفر مواصلات لنقل الطلاب للوصول السلس والآمن لمدارسهم
وكذلك (٤) ضعف البنية التحتية ونقص التجهيزات والأدوات التعليمية الضرورية